للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مختلفة من الضغوط والقيود على أداء الفرد, ثم ملاحظة كيف يتغير نمط السلوك, وفي هذا يختبر المفحوصون حتى يصلوا إلى الحدود الفسيولوجية لأدائهم لعملٍ معينٍ, أو إلى ما يقرب من هذه الحدود, ويمكن الكشف عن أيّ ضعفٍ في أدائهم من عدد من المؤشرات هي:

١- التغيرات في أنواع الأخطاء وعددها.

٢- التغيرات في تنظيم السلوك.

٣- التغيرات في مقدار الزمن المطلوب لأداء العمل وتوزيع هذا الزمن.

ولكيّ نوضِّح طريقة ولفورد وزملائه في البحث نعطي مثالًا من إحدى تجاربه النموذجية, وفيها يرى المفحوصون مثيرات تتألف من مجموعة متحركة من الخطوط المتوازية التي تتعرج بطريقة غير متوقعة على نحوٍ شبيهٍ بمنحنيات طريق غير مألوف, ويقدّم للمفحوص عجلة قيادة وبدال سرعة يستخدمها لتحريك مؤشر بين الخطوط المتوازية, وفي مثل هذا العمل يمكن اختزال آثار التتبع بإحدى طرق ثلاث:

١- إبطاء معدل حركة العرض البصري.

أو٢- زيادة المسافة الأمامية بما يسمح للمفحوص بالرؤية الواضحة.

أو ٣- تغيير حساسية جهاز التحكم في حركة المؤشر.

ويمكن للباحث تغيير هذه الشروط وغيرها؛ بحيث يختبر المفحوص عند حدود قدرته, وقد وجد الباحثون أن الخلل الذي يطرأ على ميكانيزمات البصر والسمع والتآزر العضلي "مما أشرنا إليه فيما سبق" يمثل بالطبع قيودًا على المستوى الأقصى لأداء الفرد, أما نقصان القدرة فإنه لا يظهر بوضوحٍ إلّا إذا حدث تدهور فسيولوجي سريع يؤدي إلى عجز قدرات الفرد عن مقابلة مطالب المهام المعتادة، أو كانت المطالب المتشددة تفرض من خلال مهام صعبة؛ بحيث أن الحدود يمكن أن تظهر بوضوح "في صورة خطأ أو حذف أو إرجاء للأداء". وباختصارٍ, فإن أداء الأعمال في الظروف المعتادة لا يظهر بالضرورة تدهورًا في قدرات الشخص المتقدم في السن, ولكن حين يختبر هذا الشخص عند حدود قدرته, فإن تدهور القدرة يكون أكثر وضوحًا.

ومعدل الأداء الذي يجده الفرد طبيعيًّا وملائمًا وكفؤًا يُسَمَّى السرعة المثلى optimum pace، وهي السرعة التي يؤدي بها الفرد العمل بكفاءة دون أن يشعر

<<  <   >  >>