عبد الله بن محمد بن وهب قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: ألا إن العاقل المصيب من عمل ثلاثاً: ترك الدنيا قبل أن تتركه، وبنى قبره قبل أن يدخله، وأرضى ربه قبل أن يلقاه.
وسمعته يقول: الدنيا خراب، وأخرب منها قلب من يعمرها، والآخرة دار عمران، وأعمر منها قلب من يطلبها.
وسمعته يقول: أخوك من عرفك العيوب، وصديقك من حذرك من الذنوب.
وسمعته يقول: عجبت ممن يحزن على نقصان ماله كيف لا يحزن على نقصان عمره؟.
وسمعته يقول: على قدر خوفك من الله يهابك الخلق، وعلى قدر حبك لله يحبك الخلق، وعلى قدر شغلك بالله يشتغل الخلق بأمرك.
محمد بن محمود السمرقندي قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: إن قال لي يوم القيامة: عبدي، ما غرك بي؟ قلت: إلهي برك بي.
وسمعته يقول، وسئل: أرنا عارفاًن قال: وأين أنتم فأريكم؟ عجباً لقوم عموا عن العرفاء يطلبون الخلفاء.
وسمعته يقول: استسلم القوم عندما فهموا.
وسمعته يقول: من قوة اليقين ترك ما يرى لما لا يرى.
وسمعته يقول: أيها المريدون إن اضطررتم إلى طلب الدنيا فاطلبوها ولا تحبوها، وأشغلوا بها أبدانكم وعلقوا بغيرها قلوبكم، فإنها دار ممر وليست بدار مقر، الزاد منها والمقيل في غيرها.
وسمعته يقول: رضي الله عن قوم فغفر لهم السيئات، وغضب على قوم فلم يقبل منهم الحسنات.
وسمعته يقول: يا ابن آدم، ما لك تأسف على مفقود لا يرده عليك الفوت؟ وما لك تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت؟
وسمعته يقول: التوحيد في كلمة واحدة، ما تصور في الأوهام فهو بخلافه.
وسمعته يقول: طاعة لا حاجة بي إليها لا تمنعني مغفرة لا غناء بي عنها.
وسمعته يقول: هو ألقاهم في الذنب يوم سمى نفسه العفو الغفور.
وسمعته يقول: ذنب أفتقر به إليه أحب إلي من عمل أدل به عليه.