للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسمعته يقول: إلهي كيف لا أرجوك تغفر لي ذنباً رجاؤك ألقاني فيه؟

وسمعته يقول: إن الحكيم يشبع من ثمار فيه.

وسمعته يقول: كيف أحب نفسي وقد عصتك؟ وكيف لا أحبها وقد عرفتك؟

وسمعته يقول: إن وضع علينا عدله لم تبق لنا حسنة، وإن أتى فضله لم تبق لنا سيئة.

وسمعته يقول: إن غفرت فخير راحم، وإن عذبت فغير ظالم.

وسمعته يقول: إلهي ضيعت بالذنب نفسي، فارددها بالعفو علي.

وسمعته يقول: إلهي ارحمني لقدرتك علي أو لحاجتي إليك.

وسمعته يقول: مسكين من علمه حجيجه ولسانه، وفهمه القاطع لعذره.

وسمعته يقول: ذنوب مزدحمة على عاقبة مبهمة.

ثم قال: إلهي سلامة إن لم تكن كرامة.

وسمعته يقول: وسئل ما العبادة؟ فقال: حرفة حانوتها الخلوة وربحها الجنة.

وسمعته يقول: ما من رباني في الطريق ينعمه، وأشار لي في الورود إلى كرمه معرفتي بك دليلي عليك، وحبي لك شفيعي إليك.

وسمعته يقولك ما من أعطانا خير ما في خزائنه الإيمان به قبل السؤال، لا تمنعنا عفوك مع السؤال.

وسمعته يقول: إلهي إن إبليس لك عدو وهو لنا عدو، وإنك لا تغيظه بشيء هو أنكأ له من عفوك، فاعف عنا يا أرحم الراحمين.

وسمعته يقول: يا من يغضب على من لا يسأله، لا تمنع من قد سألك.

وسمعته يقول: لا تقع للمؤمن سيئة إلا وهو خائف أن يؤخذ بها، والخوف حسنة فيرجو أن يعفى عنها والرجاء حسنة.

وسمعته يقولك إلهي لا تنس لي دلالتي عليك وإشارتي بالربوبية إليك، رفعت إليك يداً بالذنوب مغلولة، وعيناً بالرجاء مكحولة، فاقبلني لأنك ملك لطيف، وارحمني لأني عبد ضعيف.

وسمعته يقول: هذا سروري بك خائفاً، فكيف سروري بك آمناً؟ هذا سروري بك في المجالس فكيف سروري بك في تلك المجالس، هذا سروري بك في دار الفناء فكيف يكون سروري بك في دار البقاء؟

<<  <  ج: ص:  >  >>