القرب ماء، فأخذ ركوة وأومأ بها إلى الجبل فسمعت خرير الماء يأذني حتى امتلأت الركوة فسقى الجماعة. وكانت عيني إلى الموضع فلا أرى للماء أثراً ولا شقاً في الجبل. قال أبي: فسألت جعفراً عن هذا فقال: كرامة الله عز وجل لأوليائه.
٩٥٣ - عابد آخر
محمد بن المبارك الصوري قال: خرجنا حجاجاً فإذا نحن بشاب ليس معه زاد ولا راحلة. فقلت: حبيبي، في مثل هذا الطريق بلا زاد ولا راحلة. فقلت: حبيبي، في مثل هذا الطريق بلا زاد ولا راحلة؟ فقال لي: تحسن تقرأ؟ قلت: نعم. فقرأت: بسم الله الرحمن الرحيم {كهيعص} مريم فشهق شهقة خر مغشياً عليه، ثم أفاق فقال: ويحك تدري ما قرأت؟ كاف من كاف، وهاء من هاد، وعين من عليم، وصاد من صادق، فإذا كان معي كاف وهاد وعليم وصادق ما أصنع بزاد وراحلة؟ ثم ولى وهو يقول:
يا طالب العلم ها هنا وهنا ... ومعدن العلم بين جنبيكا
إن كنت ترجو الجنان تسكنها ... فمثل العرض نصب عينيكا
إن كنت ترجو الحسان تخطبها ... فأسبل الدمع فوق خديكا
وقم إذا قام كل مجتهد ... وادعه كيما يقول لبيكا
٩٥٤ - عابد آخر
وبالإسناد قال عمر بن بحر: وسمعت أبا الفيض يقول: كنت في تيه بني إسرائيل أريد الحج فرأيت غلاماً أمرد على المحجة يؤم البيت العتيق بلا زاد ولا راحلة. فقلت لرفيقي: إن كان مع هذا الغلام يقين وإلا هلك. فلحقته فقلت: يا فتى. فقال: لبيك. فقلت: في مثل هذا الموضع، في هذا الوقت، بلا زاد ولا راحلة؟ قال: فنظر إلي ثم قال: يا شيخ ارفع رأسك، انظر هل ترى غيره؟ فقلت: يا حبيبي اذهب إلى حيث شئت.
٩٥٥ - عابد آخر
قال ذو النون: حججت سنة إلى بيت الله الحرام فضللت عن الطريق ولم يكن معي ماء ولا زاد فأشرفت على الهلكة، فلاحت لي أشجار كثيرة ومحراب، فطرحت نفسي في ظل شجرة. فلما غربت الشمس إذا أنا بشاب متغير اللون نحيل يؤم المحراب، فركل برجله ربوة من الأرض فظهرت عين تبض بماء عذب. فشرب وتوضأ وقام في محرابه فقمت إلى العين فشربت ماء عذباً وتوضأت وقمت أصلي بصلاته، حتى برق عمود الصبح، فلما رأى الصبح