للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء الغلمان يسعون إلى أمه، يعني ظئره، فقالوا ان محمدا قد قتل. فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنت أرى أثر المخيط في صدره. صلى الله عليه وسلم١.

انفرد بإخراجه مسلم. وقد ذكرنا أن حليمة أعادته إلى أمه بعد سنتين وشهرين وقال ابن قتيبة: لبث فيهم خمس سنين.

ذكر وفاة أمه آمنة:

لما ردته حليمة أقام رسول الله. صلى الله عليه وسلم عند أمه آمنة إلى أن بلغ ست سنين ثم خرجت به إلى المدينة إلى أخواله بني عدي بن النجار تزورهم به ومعها أم ايمن تحضنه. فأقامت عندهم شهرا ثم رجعت به إلى مكة فتوفيت بالأبواء فقبرها هنالك فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالابواء في عمرة الحديبية زار قبرها وبكى٢.

واخرج مسلم في أفراده من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: استأذنت ربي أن استغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي٣.

ذكر ما كان من أمره صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أمه آمنة:

روى محمد بن سعد عن جماعة من أهل العلم، منهم مجاهد والزهري، أن آمنة لما توفيت قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جده عبد المطلب وضمه إليه ورق عليه رقة لم يرقها على ولده وقربه وأدناه، وان قوما من بني مدلج قالوا لعبد المطلب: احتفظ به فإنا لم نر قدما أشبه بالقدم التي في المقام منه. فقال عبد المطلب لأبي طالب: اسمع ما يقول هؤلاء، فكان أبو طالب يحتفظ به فلما حضرت عبد المطلب الوفاة أوصى أبا طالب بحفظه. ومات عبد المطلب فدفن بالحجون وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، وقيل ابن مائة وعشر سنين، ويقال وعشرين سنة٤.

وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أتذكر موت عبد المطلب قال: " نعم وأنا يومئذ ابن ثمان سنين".


١ صحيح: أخرجه مسلم في كتاب الإيمان حديث ١٦٢. باب ٧٤- ٧٦. باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات وفرض الصلوات.
٢ أنظر الطبقات الكبرى لابن سعد ١/٥٥.
٣ صحيح: أخرجه مسلم في كتاب الجنائز حديث ٩٧٦. باب ١١- ٣٧. نهى النساء عن اتباع الجنائز وغسل الميت وأبو داود في كتاب الجنائز حديث ٣٢٣٤. باب في زيارة القبور.
٤ أنظر: الطبقات الكبرى لابن سعد ١/٥٥, ٥٦. والمنتظم في تواريخ الملوك والأمم ٢/٥٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>