للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل البيت: الحيّة. ولم يزالوا بها حتى قتلوها، وعبد الله بن الزبير يصلّي، ما التفت ولا عجَّل. ثم فرغ بعد ما قُتلت، فقال: ما بالكم؟ قالت أم هاشم: أي رحمك الله أرأيت إن كُنا هُنا عليك أيهون عليك ابنك؟ قال: فقال ويحك، ما كانت التفاتة، لو التفتُّها، مبقيةً من صلاتي.

وعن محمد بن حميد قال: كان عبد الله بن الزبير يحيي الدهر أجمع، ليلةً قائماً حتى يصبح، وليلةً يحييها راكعاً حتى الصباح، وليلةً يحييها ساجداً حتى الصباح.

وعن مسلم بن يَنّاق المكي قال: ركع ابن الزبير يوماً ركعةً، فقرأتُ البقرة وآل عمران والنساء والمائدة، وما رفع رأسه.

قال الزبير: وحدثني محمد بن الضحاك ابن زامي، وعبد الملك ابن عبد العزيز، ومن لا أحصي كثرةً من أصحابنا أن عبد الله بن الزبير كان يواصل الصيام سبعاً: يصوم الجمعة ولا يفطر إلا ليلة الجمعة الأخرى، ويصوم بالمدينة فلا يفطر إلا بمكة، ويصوم بمكة ولا يفطر إلا بالمدينة.

قال عبد الملك: وكان إذا أفطر كان أول ما يفطر عليه لبن لقحة بسمن بقر وزادني غيره: وصبر.

وعن أم جعفر بنت النعمان، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: كان ابن الزبير، قوّام الليل صوام النهار، وكان يسمى حمام المسجد.

وعن (ابن) أبي مليكة قال: كان ابن الزبير يواصل سبعة أيام، ويصبح اليوم السابع وهو اليثا.

وعن محمد بن عبيد الله الثقفي قال: شهدتُ خطبة ابن الزبير بالموسم، خرج علينا قبل يوم التروية بيوم وهو مُحرِم، فلبّى بأحسن تلبية سمعتُها قطّ، ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإنكم جئتم من آفاقٍ شتّى وفوداً إلى الله عز وجل فحقّ على الله أن يُكرم وفده، فمن كان جاء يطلب ما عند الله فإن طالب الله لا يخيب، فصدّقوا قولكم بفعلٍ فإنَّ مِلاكَ القول الفعلُ، والنيَّةَ النيةَ، القلوبَ القلوبَ القلوبَ، الله الله في أيامكم هذه فإنها أيام تغفر فيها الذنوب.

وعن وهب بن كيسان قال: كتب إليَّ عبد الله بن الزبير بموعظة:

أما بعد فإنّ لأهل التقوى علاماتٍ يعرفون بها ويعرفونها من أنفسهم، من صبرٍ على

<<  <  ج: ص:  >  >>