وقال ابو الفتح القولس لحقتني اضافة في وقت من الاوقات فنظرت فلم اجد في البيت غير قوس لي وخفين كنت البسهما فاصبحت وقد عزمت على بيعهما. وكان يوم مجلس ابي الحسين بن سمعون فقلت في نفسي احضر المجلس ثم انصر ف فابيع الخفين والقوس فحضرت فلما اردت الانصراف ناداني ابو الحسين يا ابا الفتح لا تبع الخفين ولا تبع القوس فان الله سياتيك برزق من عنده او كما قال.
وعن علي بن طلحة المقري قال سمعت ابا الحسين بن سمعون يقول كل من لم ينظر بالعلم فيما لله عليه فالعلم حجة عليه وبال.
وسمعته يقول الصادقون الحذاق هم الذين نظروا الى ما بذلوا في جنب ما وجدوا فصغر ذلك عندهم فاعتذروا.
وسمعته يقول قللوا اهتمامكم لكم ووفروا اهتمامكم بكم وتوسدوا اوسادا من الشكر والبسوا لباسا من الذكر والتحفوا لحافا من الخوف تفوزوا بمدحة الرب الله ان تستهينوا بشيء يوجب الذم دون ان تستهينوا بما يوجب العقوبة.
وسمعته يقول يا هذا تظلم الى ربك منك واستنصره عليك ينصرك.
وسمعته يقول احزنوا على ما فاتكم واسفوا على تقصيركم واحرزوا بضائعكم من التلف لا تخرج القطاع عليها.
وسمعته يقول كل داء عرف دواؤه فهوصغيرة والذي لم يعرف له دواء كبير.
وسمعته يقول اجهد يا هذا ان يسرق منك ولا يسرق لك.
وسمعته يقول احذروا الصغائر فان النقط الصغار اثار في الثوب النقي.
وسمعته يقول احذر ان ترى عملك لك فان رايته لك كنت ناظرا الى ليس لك.
وسمعته يقول من الوقاحة تمنيك مع توانيك استوف من نفسك الحقوق ثم وفها الحظوظ حسب ما يكفيها لا ما يطغيها قفها بين الجنة والنار تأباك الجنة بكل معنى وتقبلك النار بجملتك.
وسمعته يقول معنى قوله: لا يزال عبدي يتحبب إلي حتى أحبه قال: حتى أظهر له حبي لأنه لم يزل محباً.
وسمعته يقول الخير كله في هذا الزمان ترك ما الناس عليه ومص النوى وسف الرمل وانشدنا: