فإنَّ الشدائد تقوِّي القلب، وتمحو الذنب، وتقصِمُ العُجْبَ، وتنسفُ الكِبْرَ، وهي ذوبانٌ للغفلةِ، وإشعالٌ للتذكُّرِ، وجلْبُ عطفِ المخلوقين، ودعاءٌ من الصالحين، وخضوعٌ للجبروتِ، واستسلامٌ للواحد القهارِ، وزجْرٌ حاضرٌ، ونذيرٌ مقدمٌ، وإحياءٌ للذكرِ، وتضرُّع بالصبرِ، واحتسابٌ للغصصِ، وتهيئةٌ للقدومِ على المولى، وإزعاجٌ عن الركونِ على الدنيا والرضا بها والاطمئنان إليها، وما خفي من اللطفِ أعظمُ، وما سُتِرَ من الذنبِ أكبرُ، وما عُفي من الخطأ أجلُّ.
وقفةٌ
لا تحزنْ: لأنَّ الحزن يضعفُك في العبادةِ، ويعطِّلك عن الجهادِ، ويُورثُك الإحباط، ويدعوك إلى سوء الظنِّ، ويُوقعُك في التشاؤمِ.