للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تحزنْ: لأنَّ الحزن مخاصمةٌ للقضاءِ، وتبرُّمٌ بالمحتومِ، وخروجٌ على الأنسِ، ونقمةٌ على النعمةِ.

لا تحزنْ: لأنَّ الحزن لا يردُّ مفقوداً وذاهباً، ولا يبعثُ ميِّتا، ولا يردُّ قدراً، ولا يجلبُ نفعاً.

لا تحزنْ: فالحزنُ من الشيطانِ والحزنُ يأسٌ جاثمٌ، وفقرٌ حاضرٌ، وقنوطٌ دائمٌ، وإحباطٌ محقَّقٌ، وإخفاقٌ ذريعٌ.

{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ {١} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ {٢} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ {٣} وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ {٤} فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {٥} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {٦} فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ {٧} وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} .

لا تحزنْ ما دمْتَ مؤمناً بالله

إنَّ هذا الإيمان هو سرُّ الرضا والهدوءِ والأمنِ، وإنَّ الحَيْرَةَ والشقاءَ مع الإلحادِ والشكِّ. ولقدْ رأيتُ أذكياء - بل عباقرةً - خلتْ أفئدتُهمْ من نورِ الرسالِة، فطفحتْ ألسنتُهمْ عنِ الشريعةِ.

يقولُ أبو العلاءِ المعرِّيُّ عنِ الشريعةِ: تناقضٌ ما لنا إلا السكوتُ له!!

ويقولُ الرازيُّ: نهاية إقدامِ العقولِ عِقالُ.

<<  <   >  >>