ومنها: صرْفُ ما هو أعظمُ منْ تلك المصيبةِ، فغنها صغيرةٌ بالنسبةِ لأكبر منها، ثمَّ هي كفَّارةٌ للذنوبِ والخطايا، وأجرٌ عند اللهِ ومثوبةٌ. فإذا عَلِمَ العبدُ أنَّ هذه ثمارُ المصيبةِ أنس بها وارتاح، ولم ينزعجْ ويَقْنطْ {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} .
العلم هُدى وشِفاءٌ:
ذَكَرَ ابنُ حزمٍ في (مُداواة النفوس) أنَّ منْ فوائدِ العلمِ: نَفْيَ الوسواسِ عن النَّفْسِ، وطرْدَ الهمومِ والغمومِ والأحزانِ.
وهذا كلامٌ صحيحٌ خاصَّةً لمنْ أحبَّ العِلْم وشغف به وزاولهُ، وعمل به وظهر عليه نفْعُه وأثرُه.
فكُنْ رجُلاً رِجْلُه في الثَّرى ... وهامةُ هِمَّتِهِ في الثُّريَّا
عسى أن يكون خيراً
للسيوطي كتابٌ بعنوان (الأرجُ في الفرج) : ذَكَرَ منْ كلامِ أهلِ العلمِ ما مجموعُه يُفيدُنا أنَّ المحَابَّ كثيرةٌ في المكارهِ، وأنَّ المصائب تُسفرُ عن عجائب وعن رغائب لا يُدركُها العبدُ، إلا بعد تكشُّفِها وانجلائِها.