للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدٌ، ولا يتصرَّفُ فيه قومٌ، ولا يمنعُه إنسانٌ. وإنَّ الماضي قدْ ذَهَبَ بهمومِه وغمومِه، وانتهى فلنْ يعود، ولو اجتمع العالمُ بأسْرِه على إعادتِه. وإنَّ المستقبل في عالمِ الغيْبِ، ولم يحضرْ إلى الآن، ولم يستأذِن عليك، فلا تسْتدْعِهِ حتى يأتي. وإنَّ الإحسان إلى الناسِ يُضفي على القلبِ سروراً، وعلى الصدرِ انشراحاً، وهو يعودُ على مُسديِه أعْظَمَ بركةٍ وثوابٍ وأجرٍ وراحةٍ ممنْ أُسدي إليهِ.

ومنْ شِيم المؤمنِ عدمُ الاكتراثِ بالنقْدِ الجائر الظالمِ، فلمْ يَسْلَمْ من السَّبِّ والشَّتْمِ حتى ربُّ العالمين، الذي هو الكاملُ الجليلُ الجميلُ، تقدَّستْ أسماؤُه.

قلتُ في أبياتٍ لي:

فعلام تَحْرِقُ أدمُعاً قد وُضِّئتْ ... ويظلُّ يُقْلِقُ قلْبَك الإرهابُ

وكِّلْ بها ربّاً جليلاً كلَّما ... نام الخلِيُّ تَفَتَّحتْ أبوابُ

احْذرِ العِشق

إياك وعِشْق الصُّورِ، فإنَّها همٌّ حاضِر، وكَدَرٌ مستمرٌّ. منْ سعادةِ المسلمِ يُعدُه عنْ تأوُّهاتِ الشعراءِ وولهِهِم وعشقِهم، وشكواهُم الهجْر والوصْل والفراق، فإنَّ هذا منْ فراغ القلبِ {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً} .

وأنا الذي جَلَبَ المنيَّة طَرْفُهُ ... فمنِ المُطالبُ والقتيلُ القاتِلُ

<<  <   >  >>