على الولدانِ، ولا يُخادعُ كما يُخادعُ الطفلُ، {يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} . إنَّ الذين يلتجئون إلى اللهِ في وقتِ الصَّنائعِ ما همْ إلا تلاميذٌ لذاك الضالِّ المنحرفِ فرعون، الذي قيل لهُ بعد فواتِ الأوانِ:{آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} .
سمعتُ هيئة الإذاعةِ البريطانيةِ تُخبرُ حين احتلَّ العراقُ الكويت: أن تاتشر رئيسة الوزراءِ البريطانية السابقة كانت في ولايةِ كلورادو الأمريكيةِ، فلما سمعتِ الخبر هُرِعتْ إلى الكنيسةِ وسجدتْ!
ولا أفسرُ هذه الظاهرة إلا باستيقاظِ الفطرةِ عند مِثْلِ هؤلاءِ إلى فاطرِها عزَّ وجلَّ، مع كفرِهم وضلالِهم، لأنَّ النفوس مفطورةٌ على الإيمانِ بهِ تعالى:((كلُّ مولودِ يُولدُ على الفطرةِ، فأبواهُ يهوِّدانِهِ أو ينصِّرانِه أو يمجِّسانِهِ)) .
لا تحزنْ على تأخُّر الرِّزقِ، فإنِّه بأجلٍ مسمّىً
الذي يستعجلُ نصيبه من الرِّزقِ، ويبادرُ الزمن، ويقلقُ منْ تأخُّرِ رغباتِه، كالذي يسابقُ الإمام في الصلاةِ، ويعلُم أنَّه لا يسلِّمُ إلا بعْد الإمام! فالأمورُ والأرزاقُ مقدَّرةٌ، فُرِغ منها قبل خلْقِ الخليقةِ، بخمسين ألف سنةٍ، {أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} ، {وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ} .
يقولُ عمرُ:«اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من جلدِ الفاجرِ، وعجزِ الثقةِ» . وهذهِ كلمةٌ عظيمةٌ صادقةٌ. فلقدْ طُفْتُ بفكري في التاريخِ، فوجدتُ كثيراً منْ