فتعيَّن على منْ يريدُ النجاةَ مِنْ ورطاتِ الشَّدائدِ والغُمومِ، أنْ لا يفعل بقلبهِِ ولسانِه عنِ التَّوجُّهِ إلى حضرةِ الحقِّ - تقدّسَ - بالحمْدِ والابتهالِ إليه والثَّناء عليه، إذ المراد بالدعاء في الرخاء - كما قاله الإمام الحليمي - دعاء الثناءِ والشُّكرِ والاعترافِ بالمِنن، وسؤالِ التوفيقِ والمعونةِ والتَّأييدِ. والاستغفارِ لعوارضِ التَّقصيرِ، فإنَّ العبد - وإنْ جهِد - لم يُوفِّ ما عليهِ منْ حقوقِ الله بتمامِها، ومنْ غفل عنْ ذلك، ولم يُلاحظْه في زَمَنِ صِحَّتِهِ وفراغِه وأمْنِهِ، فقدْ صدقَ عليه قولُه تعالى:{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} » .
نعيمٌ وجحيمٌ
نشرتْ الصحفُ العالميةُ خبراً عن انتحارِ رئيسِ وزراءِ فرنسا في حُكمِ الرئيسِ ميتران، والسببُ في ذلك أنَّ بعض الصحفِ الفرنسية شنَّتْ عليهِ غارةً من النقْدِ والشتْمِ والتَّجريحِ، فلمْ يجدْ هذا المسكينُ إيماناً ولا سكينةً ولا استقراراً يعودُ إليه، ولم يجدْ منْ يركنُ إليه، فبادر فأزْهَقَ رُوحَه.