ممَّا يشرح الخاطر ويسُرُّ النَّفْس، القراءةُ والتأمُّلُ في عقولِ الأذكياءِ وأهلِ الفِطنةِ، فإنَّها متعةٌ يسلو بها المُطالعِ لتلك الإشراقاتِ البديعةِ من أولئك الفطناءِ. وسيِّدُ العارفين وخيرةُ العالمين، رسولُنا - صلى الله عليه وسلم -، ولا يُقاسُ عليهِ بقيّةُ الناسِ، لأنهُ مؤيَّدٌ بالوحْي، مصدَّقٌ بالمعجزاتِ، مبعوثٌ بالآياتِ البيِّناتِ، وهذا فوق ذكاءِ الأذكياء ولمُوع الأدباءِ.
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}
قال أبقراطُ:«الإقلالُ من الضَّارّ، خيرٌ من الإكثارِ من النافعِ» . وقال:«استديموا الصِّحَّة بترْكِ التَّكاسُلِ عن التعبِ، وبتركِ الامتلاءِ من الطعامِ والشرابِ» .
وقال بعضُ الحكماءِ:«من أراد الصحة: فليُجوِّد الغداء، وليأكُلْ على نفاءٍ، وليشربْ على ظماءٍ، وليُقلِّلْ من شُربِ الماءِ، ويتمدَّدْ بعد الغداءِ، ويتمشَّ بعد العشاءِ، ولا ينمْ حتى يعرض نفسهُ على الخلاءِ، وليحْذرْ دخول الحمَّامِ عقيِب الامتلاء، ومرَّةٌ في الصيفِ خيرٌ من عشرٍ في الشتاءِ» .
وقال الحارثُ:«من سرَّه البقاءُ - ولا بقاء - فليُباكِرِ الغداءَ، وليُعجِّلِ العشاء، ولُخفِّفِ الرِّداء، وليُقلَّ غِشيان النساءِ» .
وقال أفلاطون:«خمسٌ يُذبْن البَدنَ، وربما قَتَلْنَ: قِصَرُ ذاتِ اليدِ، وفراقُ الأحبَّةِ، وتجرُّعُ المغايظِ، وردُّ النُّصح، وضحِكُ ذوي الجهلِ بالعقلاءِ» .