للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اطلبِ الرزق ولا تحرِصْ

الدودةُ في الطِّينِ يرزقُها ربُّ العالمين: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا} .

الطيورُ في الوكورِ يطعمُها الغفورُ الشكورُ: ((كما يرزقُ الطيرَ، تغدو خِماصاً وتروحُ بِطاناً)) .

السمكُ في الماءِ يرزقُه ربُّ الأرضِ والسماء: {يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ} .

وأنت أزكى من الدودةِ والطيرِ والسمكِ، فلا تحزنْ على رزقِك.

عرفتُ أناساً ما أصابُهُمُ الفقرَ والكدرُ وضيقُ الصدر إلا بسببِ بعدِهم عن اللهِ عزَّ وجلَّ، فتجدُ أحدهم كان غنيّاً، ورزقُه واسعٌ وهو في عافيةٍ منْ ربِّهِ وفي خيرٍ منْ مولاه، فأعرض عن طاعةِ اللهِ، وتهاون بالصلاةِ، واقترف كبائر الذنوبِ، فسلبَهَ ربُّه عافية بدنِهِ وسعة رزقِهِ، وابتلاهُ بالفقْرِ والهمِّ والغمِّ، فأصبح منْ نكدٍ إلى نكدٍ، ومنْ بلاءٍ إلى بلاءٍ: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً} . {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} . {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} . {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً} .

أتبكي على ليلى وأنت قتلتها ... هنيئاً مريئاً أيُّها القاتلُ الصَّبُّ

<<  <   >  >>