للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنْ تهشَّ وتَبَشَّ في وجهِه ((ولو أنْ تلْقى أخاك بوجه طلْقٍ)) ، ((تبسُّمُك في وجهِ أخيك صدقةٌ)) . وأنْ تشجِّعهُ على الحديثِ معك - أي تتركَ له فرصةً ليتكلَّم عنْ نفسِه وعن أخبارِهِ - وتأل عنْ أمورِه العامّةِ والخاصّةِ، التي لا حَرَجَ في السؤالِ عنها، وأنْ تهتمّ بأموره ((منْ لم يهتمَّ بأمرِ المسلمين فليس منهمْ)) ، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} .

ومنها: أنْ لا تلومه ولا تعْذله على شيءٍ مضى وانتهى، ولا تحرجه بالمزاحِ: ((لا تُمارِ أخاك ولا تُمازِحْه، ولا تعِدهُ موعداً فتُخْلِفه)) .

«أسرارٌ في الذنوبِ.. ولكنْ لا تذنبْ!»

ذكر بعضُ أهلِ العلمِ: أنَّ الذنب كالختْمَ على العبد، ومنْ أسرارها بعد التوبةِ: قصْمُ ظهر العُجْبِ، وكثرةُ الاستغفارِ والتوبةُ والإنابةُ والتَّوجُّهُ والانكسارُ والندامة، ووقوع القضاءِ والقدرِ، والتَّسليمُ بعبوديَّةِ مُقابلةِ القضاءِ والقدرِ.

ومنها: تحقُّقُ أسماءِ اللهِ الحسنى وصفاتِه العُلى مثلِ: الرحيمِ والغفورِ والتَّوّابِ.

اطْلُبِ الرزق ولا تحرِصْ

سبحان الخالقِ الرازقِ، أعطى الدودةَ رزقها في الطَّينِ، والسمكة في الماءِ، والطائرَ في الهواءِ، والنملةَ في الظَّلماءِ، والحيَّة بين الصخورِ الصَّمّاءِ.

ذَكَرَ ابنُ الجوزيِّ لطيفةً من اللَّطائفِ: أنَّ حيَّةُ عمياء كانتْ في رأسِ نخلةٍ، فكان يأتيها عصفورٌ بلحمٍ في فمِه، فإذا اقترب منها وَرْوَرَ وصفَّرَ،

<<  <   >  >>