وقد ذكرتُ هذا لبعضِ الأطباءِ فصدَّق المقولة، وذكَرَ أن هناك مصْلاً سامّاً يُستخدم بتخفيفٍ كيماويٍّ، ويعالجُ به هؤلاءِ المشلولون.
فجلَّ اللطيفُ في علاه، ما أنزل داءً إلا وأنزل له دواءً.
[وللأولياء كرامات]
هذا صلةُ بن أشيم العابدُ الزاهدُ من التابعين: يذهب إلى الشمالِ ليجاهد في سبيل اللهِ، ويضمُّه الليلُ فيذهبُ إلى غايةٍ ليصلي فيها، ويدخل بين الشجرِ ويتوضَّأ، ويقوم مصلياً، وينهدُّ عليه أسدٌ كاسرٌ، ويقتربُ من «صِلة» وهو في صلاته، ويدورُ به، وصلةُ في تبتُّله مستمرٌّ، ولم يقطعْ صلاته وذِكره، ويسلِّمُ صلةُ بن أشيم من ركعتين، ثم يقولُ للأسدِ: إن كنت أُمرت بقتلي فكلْني، وإن تُؤْمر فاتركْني أناجي ربي. فأرخى الأسدُ ذيله وذهب من المكان، وترك صلة يصلي.
ولك أن تنظر في «البداية والنهاية» وغيرها من كتبِ التاريخِ، وهذا مذكورٌ عن «سفينة» مولى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في كتبِ تراجمِ الصحابةِ، أنه أتى هو ورفْقةٌ معهُ من ساحلِ البحرِ، فلما نزلُوا البرَّ فإذا بأسدٍ كاسر مُقبلٍ يريدُهم، فقال سفينةُ: يا أيها الأسدُ أنا من أصحابِ رسولِ الله ِ - صلى الله عليه وسلم - وأنا خادمُه، وهؤلاء رفقتي ولا سبيل لك علينا. فولَّى الأسدُ هارباً، وزأر زأْرةً كاد يملأ بها ربوع المكانِ.