منْ هذا الضَّنْكِ، وساق لنا التَّنوخيُّ في كتابِه الطويل الشائقِ، أكثَرَ منْ مائتي قصَّةٍ لمن نُكبُوا، أو حُبسُوا أو عُزلُوا، أو شُرِّدُوا وطُردُوا، أو عُذِّبُوا وجُلدُوا، أو افتقرُوا وأملقوا، فما هي إلا أيام، فإذا طلائع الإمداد وكتائب الإسعاد وافتْهم على حين يأس، وباشرتْهم على حين غفلةٍ، ساقها لهم السميع المجيب. إنَّ التنوخيَّ يقولُ للمصابين والمنكوبين: اطمئنُّوا، فلقد سبقكُم فوقٌ في هذا الطَّريقِ وتقدَّمكم أُناسٌ:
صحِب الناسُ قبْلنا ذا الزَّمانا ... وعناهُم مِنْ شأنِهِ ما عنانا