ولنْ يهتدي للسعادةِ ولنْ يجدها ولنْ ينعم بها، إلا منِ اتبع الصراط المستقيم الذي تركنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - على طرفِهِ ن وطرفُه الآخرُ في جناتِ النعيمِ:{وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً} .
فسعادةُ من لزم الصراط المستقيم أنهُ مطمئنٌّ لحسْنِ العاقبةِ، واثقٌ منْ طيبِ المصيرِ، ساكنٌ إلى موعودِ ربِّهِ، راضٍ بقضاءِ مولاهُ، مخبتٌ في سلوكِهِ هذا السبيلُ، يعلمُ انَّ له هادياً يهديهِ على هذا الصراطِ، وهو معصومٌ لا ينطقُ عن الهوى، ولا يتبعُ منْ غوى، قَوْلُهُ حجَّةٌ على الورى، محفوظٌ منْ نزغاتِ الشيطانِ، وعثراتِ القرانِ، وسقطاتِ الإنسانِ:{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ} .
وهذا العبدُ يجدُ السعادة في سلوكِهِ هذا الصراط؛ لأنهُ يعلمُ أنَّ له إلهاً، وأمامهُ أسوةً، وبيدِهِ كتاباً، وفي قلبِه نوراً، وفي خلدِه، واعظاً، وهو ذاهبٌ إلى نعيمٍ، وعاملٌ في طاعةٍ، وساعٍ إلى خيرٍ:{ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ} .
أين ما يُدعى ظلاماً يا رفيق الدربِ أينْا ... إنَّ نور اللهِ في قلبي وهذا ما أراهُ
وهما صراطان: معنويٌّ وحِسِّيٌّ، فالمعنويٌّ: صراطُ الهدايةِ والإيمانِ، والحسيُّ: الصراطُ على متْنِ جهنم، فصراطُ الإيمانِ على متنِ الدنيا الفانيةِ