إنَّ القرآن يتساءلُ عنْ هذا العالمِ، وعنِ انحرافِه وضلالِه فيقولُ:{فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} ؟! ما هو الذي يردُّهمْ عنِ الإيمانِ، وقدْ وضُحتِ المحجةُ، وقامتِ الحجةُ، وبان الدليلُ، وظهر الحقُّ، وسطع البرهانُ. {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} ، يتبينُ لهمْ أنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - صادقٌ، وأنَّ الله إلهٌ يستحقُّ العبادة، وأنَّ الإسلام دينٌ كاملٌ يستحقُّ أنْ يعتنقه العالمُ، {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} .
حتى الكُفَّارُ درجاتٌ
في مذكراتِ الرئيسِ (جورج بوش) بعنوان (سيرةٌ إلى الأمامِ) : ذكر أنَّه حضر جنازة برجنيف) ، رئيسِ الاتحادِ السوفيتيِّ في موسكو، قال فوجدتُها جنازةً مظلمةً قاتمةً، ليس فيها إيمانٌ ولا روحٌ. لأنّ (بوش) نصرانيٌّ وأولئك ملاحدةٌ {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى} . فانظرْ كيف أدرك هذا مع ضلالِهِ انحراف أولئك، لأنَّ الأمر أصبح نسبيّاً فكيف لو عَرَف بوش الإسلام، دين اللهِ الحقِّ؟! {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .