خرج الشاعرُ الأعشى منْ (نجدٍ) إلى الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - يمتدحُه بقصيدةٍ ويسلمُ، فعرض له أبو سفيان فأعطاهُ مائة ناقةٍ، على أنْ يترك سفَرَهُ ويعود إلى ديارِهِ، فأخذ الإبل وعاد، وركب أحدها فهو جلتْ به، فسقط على رأسِهِ، فاندقَّتْ عنقُهُ، وفارق الحياة، بلا دينٍ ولا دنيا. أمَّ قصيدتُه التي هيَّأها ليقولها بين يديْ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فهي بديعةُ الحُسْنِ يقولُ فيها:
شبابٌ وشيبٌ وافتقارٌ وثروةٌ ... فللهِ هذا الدَّهرُ كيف تردَّدا
إذا أنت لمْ ترْحلْ بزادٍ من التُّقى ... ولاقيت بعد الموتِ منْ قدْ تزوَّدا
ندمْت على أنْ لا تكون كمثْلِهِ ... وأنَّك لمْ تُرْصِدْ لما كان أرْصدَا
أمجادٌ زائلةٌ
إنَّ منْ لوازمِ السعادةِ الحقَّةِ أنْ تكون دائمةً تامَّةً، فدوامُها أنْ تكون في الدنيا والآخرةِ، في الغيبِ والشهادةِ، اليوم وغداً.
وتمامُها أنْ لا يُنغِّصها نكَدٌ، وأنْ لا يخْدشَ وجهُ محاسِنها بسخطٍ.
جلس النعمانُ بنُ المنذرِ - ملكُ العراقِ - تحت شجرةٍ متنزَّهاً يشربُ الخَمْرَ فأراد عديُّ بنُ زيد - وكان حكيماً - أنْ يعظه بلفظٍ فقال له: أيُّها الملكُ، أتدري ماذا تقولُ هذهِ الشَّجرةُ؟ قال الملكُ: ماذا تقول: قال عديٌّ: تقولُ: