يقطع الحبْل، فيصيبه من الإعياء، وحُمَّى الروحِ، وفسادِ الرأي، وتشتُّتِ الأمرِ، ما اللهُ به عليمٌ.
إن على العبدِ أن يُنهي هذه الضوائق النفسية بقرارِه الصارمِ، إن العمر واحدٌ، وإن اليوم لن يتكرَّر، وإن الساعة لن تعود، فعليه أن يعيشها سعادةً يشارك فيها بنفسِه، يشاركُ بنفسِه في استجلابِ هذه السعادةِ، وتأتي هذه السعادةُ باتخاذِ القرارِ. إن العبد المسلم إذا همَّ وعزم وتوكل على اللهِ بعد أن يستخير ويُشاوِر، صار كما قال الأول:
إذا همَّ ألقى بين همَّيْه عينهُ ... وأعرض عن ذكْرِ العواقبِ جانبا