للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منهُ وتمحيصٌ لا أعظم منهُ، وقدْ قُتِل زكريَّا، وذُبِح يحيى، وهُجّرَ موسى ووضع الخليلُ في النارِ، وسار الأئمةُ على هذا الطريق فضُرِّج عُمَرُ بدمِهِ، واغتيل عثمانُ، وطٌعِن عليٌ، وجُلِدَتْ ظهورُ الأئمةِ وسُجِن الأخيارُ، ونكل بالأبرار {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ} .

[الصلاة.. الصلاة]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ}

إذا داهمك الخَوْفُ وطوَّقك الحزنُ، وأخذ الهمُّ بتلابيبك، فقمْ حالاً إلى الصلاةِ، تثُبْ لك روحُك، وتطمئنَّ نفسُك، إن الصلاة كفيلةٌ - بأذنِ اللهِ باجتياحِ مستعمراتِ الأحزانِ والغمومِ، ومطاردةِ فلولِ الاكتئابِ.

كان - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبَهُ أمرٌ قال: ((أرحنا بالصلاةِ يا بلالُ)) فكانتْ قُرَّةَ عينِهِ وسعادتهُ وبهجتَهُ.

وقد طالعتُ سِيرُ قومٍ أفذاذٍ كانتْ إذا ضاقتْ بهم الضوائقُ، وكشَّرتْ في وجوههمُ الخطوبُ، فزعوا إلى صلاةٍ خاشعةٍ، فتعودُ لهم قُواهُمْ وإراداتُهم وهِمَمُهُمْ.

إنّ صلاة الخوفِ فُرِضتْ لِتُودَّى في ساعةِ الرعبِ، يوم تتطايرُ الجماجمُ، وتسيلُ النفوسُ على شفراتِ السيوفِ، فإذا أعظمُ تثبيتٍ وأجلُّ سكينةٍ صلاةٌ خاشعةٌ.

<<  <   >  >>