وتأمَّلتُ بعد هذا الحدث بقرونٍ، فإذا ابنُ الزبيرِ وابنُ الحنفية وسِجْنُ عارمِ كحلمِ حالمٍ:{هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً} .
مات الظالمُ والمظلومُ والحابسُ والمحبوسُ.
كلُّ بطَّاحٍ مِن الناسِ له يومٌ بطوحٌ.
{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}
وفي الحديثِ:((لتُؤدُّنَّ الحقوق إلى أهلهِا حتى يُقاد للشاةِ الجلْحاءِ من القرْناءِ))
مثِّلْ أنفْسِك أيُّها المغرورُ ... يوم القيامةِ والسَّماءُ تمورُ
هذا بلا ذنبٍ يخافُ لِهوْلِهِ ... كيف الذي مرَّتْ عليهِ دُهُوُرُ
لا تحزنْ، فيُسرَّ عدوُّك
إنَّ حزنك يُفْرحُ خصمك، ولذلك كان منْ أصولِ الملَّةِ إرغامُ أعدائِها:{تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ} .
وقولُه - صلى الله عليه وسلم - لأبي دُجانة، وهو يخطرُ في الصفوفِ متبختراً في أُحًد:((إنها لمشيةٌ يبغضُها اللهُ إلا في هذا الموطنِ)) . وأمر أصحابهُ بالرَّمل حَوْلَ البيتِ، ليُظهروا قوتهم للمشركين.