العدلُ مطْلَبٌ عقليٌّ وشرعيٌّ، لا غُلُوَّ ولا جفاءٌ، لا إفراطٌ ولا تفريطٌ، ومنْ أراد السعادة فعليهِ أنْ يضبطَ عواطفهُ، واندفاعاتِهِ، وليكنْ عادلاً في رضاهُ وغضبِهِ، وسرورِهِ وحُزْنِهِ؛ لأن الشَّطَطَ والمبالغةَ في التعامل مع الأحداثِ ظلمٌ للنفسِ، وما أحْسنَ الوسطيّةَ، فإنَّ الشرع نزل بالميزان والحياةُ قامتْ على القِسط، ومنْ أتعبِ الناسِ منْ طاوعَ هواه، واستسلم لعواطفِهِِ وميولاتِه، حينها تتضخّمُ عنده الحوادثُ، وتظِلمُ لديه الزوايا، وتقومُ في قلبِه معاركُ ضاربةٌ من الأحقادِ والدخائلِ والضغائنِ، لأنه يعيشُ في أوهامٍ وخيالاتٍ، حتى إن بعضهمْ يتصوّرُ أنَّ الجميع ضِدَّهُ، وأنَّ الآخرينَ