للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[وقفة]

«منْ لطائفِ أسرارِ اقترانِ الفرج بالكرْب، واليُسْرِ، أنَّ الكرب إذا اشتدَّ وعظُم وتناهى، وحصل للعبد اليأسُ من كشْفِه من جهةِ المخلوقين تعلَّق باللهِ وحده، وهذا هو حقيقةُ التَّوكُّلِ على اللهِ.

وأيضاً فإنَّ المؤمن إذا استبطأ الفرج، وأيِس منه كثْرةِ دعائِه وتضرُّعِه، ولم يظهر عليه أثرُ الإجابةِ، فرجع إلى نفسِه باللاَّئمةِ، وقال لها: إنما أُتيتُ منْ قِبلِكِ، ولو كان فيك خيرٌ لأُجبْتُ. وهذا اللومُ أحبُّ إلى الله منْ كثيرٍ من الطاعاتِ، فإنه يُوجبُ انكسار العبدِ لمولاهُ، واعترافُه له بأنه أهلٌ لما نزل من البلاءِ، وأنه ليس أهلاً لإجابةِ الدعاءِ، فلذلك تُسرعُ إليه حينئذٍ إجابةُ الدعاءِ وتفريجُ الكرْبِ» .

ويقولُ إبراهيمُ بنُ أدهم الزاهدُ. «نحن في عيشٍ لو علم به الملوكُ، لجالدُونا عليه بالسيوفِ» .

ويقولُ ابنُ تيمية شيخُ الإسلامِ: «إنها لَتَمُرُّ بقلبي ساعاتٌ أقولُ: إن كان أهلُ الجنةِ في مِثْلِ ما أنا فيه، فهم في عيشٍ طيِّبٍ» .

اطمئِنُّوا أيُّها الناسُ

في كتاب «الفَرَجِ بعد الشِّدَّةِ» أكْثر منْ ثلاثين كتاباً، كلُّها تُخبرُنا أنَّ في ذروة المُدلهِمات انفراجاً، وفي قمَّةِ الأزماتِ انبِلاجاً، وأنَّ أكثر ما تكون مكبوتاً حزيناً غارقاً في النكْبةِ، أقْرَبُ ما تكونُ إلى الفتْحِ والسُّهُولةِ والخروجِ

<<  <   >  >>