الدعاءِ، وقسوةُ القلبِ، ومحْقُ البركةِ في الرِّزقِ والعُمرِ، وحرمانُ العلمِ، ولباسُ الذُّلِّ، وإهانةُ العدوِّ وضيقُ الصدرِ، والابتلاءُ بقرناءِ السوءِ الذين يُفسدون القلب ويُضيِّعون الوقت، وطولُ الهمِّ، وضنْكُ المعيشةِ، وكَسْفُ البالِ ... تتولَّد من المعصيةِ والغفلِة عن ذكرِ اللهِ، كما يتولَّد الزرعُ عن الماءِ، والإحراقُ عن النارِ. وأضدادُ هذه تتولَّدُ عن الطاعةِ» .
«أمَّا تأثيرُ الاستغفارِ في دفْع الهمِّ والغمِّ والضيقِ، فمِمَّا اشترك في العلْمِ به أهلُ المللِ وعقلاءُ كلِّ أمَّة، إنَّ المعاصي والفساد تُوجِب الهمَّ والغمَّ، والخوف والحزن، وضِيق الصدر، وأمراض القلب، حتى إنّ أهلها ذا قضوا منها أوطارها، وسئمتْها نفوسُهم، ارتكبوها دفعاً لما يجدونهُ في صدورهِم من الضِّيقِ والهمِّ والغمِّ، كما قال شيخُ الفسوقِ:
وكأسٍ شرِبْتُ على لذَّةٍ ... وأُخرى تداويْتُ مِنْها بها
وإذا كان هذا تأثيرُ الذنوبِ والآثامِ في القلوبِ، فلا دواء لها إلا التوبةُ والاستغفارُ» .