للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأولى: أنَّ الفرج بعد الكربِ سنَّةٌ ماضيةٌ وقضيةٌ مُسلَّمةٌ، كاليحِ بعد الليلِ، لا شكَّ فيه ولا ريب.

الثانيةُ: أنَّ المكاره مع الغالبِ أجملُ عائدةً، وأرفعُ فائدةً للعبدِ في دينِهِ ودنياهُ من المحابِّ.

الثالةُ: أنَّ جالب النفعِ ودافع الضرِّ حقيقةٌ إنما هو الله جلَّ في علاه، واعلمْ أنّ ما أصابك لم يكنْ لِيخطِئك وما أخطأك لمْ يكنْ ليصيبك.

حقارةُ الدنيا

يقولُ ابنُ المباركِ العالمُ الشهير: قصيدةُ عديِّ بنِ زيدٍ أحبُّ غليَّ من قصرِ الأميرِ طاهرِ بنِ الحسينِ لو كان لي.

وهي القصيدةُ الذائعةُ الرائعةُ، ومنها:

أيُّها الشامتُ المُعيِّرُ بالدَّهْـ ... ـرِ أأنت المبرَّؤُ الموفورُ

أمْ لديك العهدُ الوثيقُ من الأيَّـ ... ـامِ بلْ أنت جاهلٌ مغرورُ

أيْ: يا من شمِت بمصائبِ الآخرين، هل عندك عهدٌ أنْ لا تصيبك أنت مصيبةٌ مثلُهم؟! أم هلْ منحتْك الأيامُ ميثاقاً لسلامتِك من الكوارثِ والمحنِ؟! فلماذا الشماتةُ إذنْ؟

<<  <   >  >>