إنَّ ثمنَ جليبيبٍ، إيمانُه وحبُّ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - له، ورسالتُه التي مات من أجلِها. إنَّ فقره وعدمَه وضآلةُ أسرتِه لم تُؤخِّرْه عنْ هذا الشرفِ العظيمِ والمكسب الضخمِ، لقدْ حاز الشهادة والرِّضا والقبُول والسعادة في الدنيا والآخرة:{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} .
إنَّ قيمتك في معانيك الجليلةِ وصفاتِك النبيلةِ.
إنَّ سعادتك في معرفتِك للأشياءِ واهتماماتِك وسموِّك.
إنَّ الفقرَ والعوز والخمول، ما كان - يوماً من الأيامِ- عائقاً في طريق التَّفوُّقِ والوصولِ والاستعلاءِ. هنيئاً لمنْ عَرَفَ ثمنه فعلاً بنفسِه، وهنيئاً لمنْ أسعد نفسهُ بتوجيههِ وجهادِه ونُبِله، وهنيئاً لمنْ أحْسنَ مرَّتيْن، وسعد في الحياتينِ، وأفلح في الكرتيْنِ، الدُّنيا والآخرةِ.