وربُّ المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكِلُني؟ إلى قريبٍ يتجهَّمُني، أو إلى عدوٍّ ملَّكْتَه أمري، إن لم يكن عليَّ غَضَبٌ فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لُي، أعوذُ بنور وجهِك الذي أشرقتْ له الظلماتُ، وصَلُحَ عليه أمرُ الدنيا والآخرةِ، أن ينزلُ بي غَضَبُك، أو يحلَّ بي سخطُك، لك العُتْبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بكَ)) .
هذه غايةُ ما يتمناه المؤمنين وما يطلبُه الصادقون وما يحرصُ عليه المفلحون.. رضوانِ اللهِ. إن الرضا أجلُّ المطالبِ وأنبلُ المقاصدِ وأسمى المواهبِ.
هنا في هذه الآية جاء رضا اللهِ، بينما ذُكِر في موضعٍ آخر الغفرانُ:{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} . وفي موطنٍ ثانٍ التوبةُ:{لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ} . وفي ثالثٍ العفوُ:{عَفَا اللهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} .
أما هنا: فالرضوان المحقَّقُ، لأنهم يبايعونك تحت الشجرةِ وعلم اللهُ ما في قلوبِهم، فبيْعتُهم بيعةٌ لأرواحهم الثمينةِ عندهم لتزهق لمرضاةِ الملكِ