إنَّ من سعادةِ المسلمين بإسلامِهم أنْ يشعُروا بالارتياح منْ تعاليمِه وباليُسر في تلقِّي أوامره ونواهيه؛ لأنه أتى أصلاً لإنقاذهم من الاضطرابِ النفسيِّ والتَّشرُّردِ الذِّهنيِّ والتَّفلُّتِ الاجتماعي.
«التكليفُ لم يأتِ في الشرعِ إلا منفيّاً {لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} ، لأنَّ التكليف مشقَّةٌ، والدينُ لم يأتِ بالمشقَّةِ، وإنما أتي لإزالتِها» .
إنَّ الصحابيَّ كان يطلبُ من الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - وصيتهُ، فيُخبرُه بحديثٍ مختَصَرٍ الحاضرُ والبادي، فإذا الواقعيةُ ومراعاةُ الحالِ واليُسْرُ هي السمةُ البارزةُ في تلك النصائحِ الغاليةِ.
إننا نخطئُ يوم نسْرُدُ على المستمعين كلَّ ما في جعْبتِنا منْ وصايا ونصائح، وتعاليم وسُننٍ وآداب، في مقامٍ واحدٍ {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} .
أوْرَدَها سعْدٌ وسعدٌ مُشْتمِلْ ... ما هكذا تُوردُ يا سعْدُ الإبِلْ
كيف تشكُرُ على الكثيرِ
وقد قصَّرت في شُكْرِ القليلِ
إنَّ منْ لا يحمدُ الله على الماءِ الباردِ العذْبِ الزُّلالِ، لا يحمدُه على القصورِ الفخمةِ، والمراكبِ الفارِهةِ، والبساتينِ الغنَّاءِ.
وإنّ منْ لا يشكُرُ الله على الخبزِ الدافئِ، لا يشكرهُ على الموائدِ الشَّهيَّةِ والوجباتِ اللَّذيذةِ، لأنَّ الكنُود الجحُود يرى القليل والكثير سواءً، وكثيرٌ منْ