((كنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيل)) ، ((فطوبى للغرباءِ)) .
ليسِ السعادةُ قصر عبدِالملك بنِ مروان، ولا جيوش هارونِ الرشيدِ ولا دُور ابنِ الجصَّاصِ، ولا كنوز قارون، ولا في كتابِ الشفاءِ لابنِ سينا، ولا في ديوانِ المتنبي، ولا في حدائقِ قرطبة، أو بساتينِ الزهراءِ.
السعادةُ عند الصحابِة مع قلَّةِ ذاتِ اليدِ، وشظفِ المعيشةِ، وزهادهِ المواردِ، وشُحِّ النَّفقةِ.
السعادةُ عند ابنِ المسيبِ في تألُّهِه، وعند البخاري في صحيحِهِ، وعند الحسنِ البصريِّ في صِدْقِهِ، ومع الشافعيِّ في استنباطاتِه، ومالكٍ في مُراقبتِه، وأحمد في ورعِهِ، وثابتٍ البنانيِّ في عبادتهِ {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} .
ليستِ السعادةُ شيكاً يُصرفُ، ولا دابةً تُشترَى، ولا وردةً تُشَمّ، ولا بُرّاً يُكالُ، ولا بزّاً يُنشرُ.