علَّم الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - عمَّ العباس دعاءً يجمعُ سعادة الدنيا والآخرةِ، وهو قولُه - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم إني أسألُك العَفْوَ والعافية)) .
وهذا جامعٌ مانعٌ شافٍ كافٍ فيه خيرُ العاجلِ والآجلِ.
منْ سعادةِ العبدِ اخْذُ الحَيْطةِ واستعمالُ الأسبابِ، مع التَّوكُّلِ على اللهِ عزَّ وجلَّ، فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بارز في بعضِ الغزواتِ وعليه دِرعٌ، وهو سيِّدُ المتوكَّلين، وقال لأحدِهم لما قال له: أعقِلُها يا رسول اللهِ، أوْ أتوكَّلُ؟ قال:((اعقِلها وتوكَّل)) .
فالأخْذُ بالسببِ والتَّوكُّلُ على اللهِ قُوامُ التوحيدِ، وترْكُ السبب مع التوكُّلِ على اللهِ قدْحٌ في الشرعِ، وأخذُ السببِ مع ترْكِ التوكُّلِ على اللهِ قَدْحٌ في التوحيدِ.
وذَكَرَ ابنُ الجوزيِّ في هذا: أنَّ رجلاً قصَّ ظفره، فاستفحل عليه فمات، ولم يأخُذْ بالحيْطةِ.
ورجُلٌ دَخَلَ على حمارٍ منْ سردان، فهصر بطنهُ فمات.