وزيادةً في البلاء: إذا جملٌ منْ جمالِهْ قْد شرد، فحاول أنْ يدركه وأخذ بذيِله علَّة أن يجد رجلاً يقودُه إلى مكان يأوي إليه، وبعد حينٍ ووقتٍ من هذا اليوم سمعه أعرابيُّ آخرُ، فأتى إليه وقاده، وذهب به إلى الوليدِ بنِ عبدِالملك الخليفةِ في دمشق، وأخبره الخَبَرَ، فقالَ: كيف أنتَ؟ قال: رضيتُ عن اللهِ.
وهي كلمةٌ كبيرةٌ عظيمةٌ، يقولُها هذا المسلُم الذي حَمَلَ التوحيد في قلبِه، وأصبح آيةً للسائلين، وعظِةً للمتَّعظين، وعبرةً للمعتبرين.
والشاهد: الرضا عن اللهِ.
والذي لا يرضى ولا يسلِّمُ للمقدّر، فإن استطاع أن يبتغي نفقاً في الأرض أو سُلَّماً في السماء، وإن شاء:{فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}
[وقفة]
قال أبو عليِّ بنِ الشبل:
وإذا هممت فناجِ نفسك بالمُنى ... وَعْداً فخيراتُ الجنانِ عِداتُ
واجعلْ رجاءك دُون يأسِك جُنَّةً ... حتى تزول بهمَّك الأوقاتُ
واسترْ عن الجُلَساءِ بثَّك إنما ... جلساؤُك الحُسَّادُ والشُّمَّاتُ