للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونصْرَهُ، مرِّغِ الجبين لتقديسِ اسمِهِ، لتحصل على تاج الحريَّةِ، وأرغم الأنْف في طين عبوديتِهِ لتحوز وِسام النجاةِ، مدَّ يديْك، ارفع كفَّيْكَ، أطلقْ لسانك، أكثرْ من طلبِهِ، بالغْ في سؤالِهِ، ألحَّ عليه، الزمْ بابهُ، انتظرْ لُطْفُه، ترقبْ فتْحهُ، أشْدُ باسمِهِ، أحسنْ ظنَّك فيه، انقطعْ إليه، تبتَّلْ إليه تبتيلاً حتى تسعد وتُفْلِحَ.

[وليسعك بيتك]

العُزْلةُ الشرعيَّةُ السنيَّةُ: بُعْدُك عن الشرِّ وأهلِهِ، والفارغين َواللاهين والفوضويين، فيجتمعُ عليك شملُك، ويهدأ بالُك، ويرتاحُ خاطرُك، ويجودُ ذهنُك بِدُررِ الحِكم، ويسرحُ طرفُكَ في بستانِ المعارفِ.

إن العزلة عن كلِّ ما يشغلُ عن الخيرِ والطاعةِ دواءٌ عزيزٌ جرَّبهٌ أطباءُ القلوبِ فنجح أيَّما نجاحٍ، وأنا أدُّلك عليهِ، في العزلةِ عن الشرِّ واللّغوِ وعن الدهماءِ تلقيحٌ للفِكْر، وإقامةٌ لناموسِ الخشيةِ، واحتفالٌ بمولدِ الإنابةِ والتذكرِ، وإنما كان الاجتماعُ المحمودُ والاختلاطُ الممدوحُ في الصلواتِ والجُمَعِ ومجالسِ العِلْمِ والتعاونِ على الخيْرِ، أما مجالسُ البطالةِ والعطالةِ فحذارِ حذارِ، اهربْ بجلدِك، ابكِ على خطيئتك، وأمسكْ عليك لسانك، وليسعك بيتك، الاختلاط الهمجي حرب شعواء على النفس، وتهديد خطير لدنيا الأمنِ والاستقرارِ في نفسك، لأنك تجالسُ أساطين الشائعاتِ، وأبطال

<<  <   >  >>