لليوم فقط سأعيشُ؛ فيا ماضٍ ذهب وانتهى اغربْ كشمِسك، فلن أبكي عليك ولن تراني أقفُ لأتذكرك لحظة؛ لأنك تركتنا وهجرتنا وارتحلْت عنَّا ولن تعود إلينا أبد الآبدين.
ويا مستقبلُ أنْت في عالمِ الغيبِ فلنْ أتعامل مع الأحلامِ، ولن أبيع نفسي مع الأوهام ولن أتعجَّلَ ميلاد مفقودٍ، لأنَّ غداً لا شيء؛ لأنه لم يخلق ولأنه لم يكن مذكوراً.
يومك يومُك أيها الإنسانُ أروعُ كلمةٍ في قاموسِ السعادةِ لمن أراد الحياة في أبهى صورِها وأجملِ حُلِلها.
اتركِ المستقبلَ حتى يأتيَ
{أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} لا تستبقِ الأحداث، أتريدُ إجهاض الحملِ قبْل تمامِهِ؟! وقطف الثمرةِ قبل النضج؟! إنَّ غداً مفقودٌ لا حقيقة لهُ، ليس له وجودٌ، ولا طعمٌ، ولا لونٌ، فلماذا نشغلُ أنفسنا بهِ، ونتوجَّسُ من مصائِبِهِ، ونهتمُّ لحوادثهِ، نتوقعُ كوارثهُ، ولا ندري هلْ يُحالُ بيننا وبينهُ، أو نلقاهُ، فإذا هو سرورٌ وحبورٌ؟! المهمُّ أنه في عالمِ الغيبِ لم يصلْ إلى الأرضِ بعْدَ، إن علينا أنْ لا نعبر جسراً حتى نأتيه، ومن يدري؟ لعلَّنا نقِف قبل وصولِ الجسرِ، أو لعلَّ الجسرَ ينهارُ قبْل وصولِنا، وربَّما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلامٍ.