يقولُ أحمدُ بنُ حنبلَ، وقد قيل له: متى الراحةُ؟ قال: إذا وضعت قدمك في الجنةِ ارتحت.
لا راحة قبل الجنةِ، هنا في الدنيا إزعاجاتُ وزعازعُ وفتنٌ وحوادثُ ومصائبُ ونكباتُ، مَرَضٌ وهمٌّ وغمُّ وحزنٌ ويأسٌ.
طُبِعَتْ على كدرٍ وأنت تريدُها ... صفواً من الأقذاءِ والأكدارِ
أخبرني زميلُ دراسةٍ من نيجيريا، وكان رجلاً صاحب أمانةٍ، أخبرني أن أمَّه كانت تُوقظُه في الثلثِ الأخير، قال: يا أمَّاهُ، أريد الراحة قليلاً. قالت: ما أوقظك إلا لراحتِك، يا بني إذا دخلت الجنة فارتحْ.
كان مسروقٌ - أحدُ علماءِ السلفِ - ينامُ ساجداً، فقال له أصحابهُ: لو أرحت نفسك. قال: راحتها أريدُ.
إن الذين يتعجَّلون الراحة بتركِ الواجبِ، إنما يتعجَّلون العذاب حقيقةً.
إنَّ الراحةً في أداءِ العمل الصالحِ، والنفعِ المتعدِّي، واستثمارِ الوقتِ فيما يقرِّبُ من اللهِ.