إن كُتَّاب الغربِ اللامعِين، مثل (كرسي مريسون) ، و (ألكس كاريل) ، و (دايل كارنيجي) ، يعترفون أنَّ المنقذ للغربِ الماديِّ المتدهورِ في حياتهم إنما هو الإيمانُ باللهِ عزَّ وجلَّ، وذكروا أنَّ السبب الكبير والسرَّ الأعظم في حوادثِ الانتحاراتِ التي أصبحتْ ظاهرةً في الغربِ، إنّما هو الإلحادُ والإعراضُ عنِ الله - عزَّ وجلَّ - ربِّ العالمين، {لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} ، {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} .
ذكرتْ جريدةُ (الشرق الأوسط) في عددها بتاريخ ٢١/ ٤/ ١٤١٥ هـ، نقلاً عنْ مذكراتِ عقيلةِ الرئيسِ الأمريكيِّ السابقِ (جورج بوش) : أنَّها حاولتِ الانتحار أكثر منْ مرةٍ، وقادتِ السيارة إلى الهاويةِ تطلبُ الموت مظانَّهُ، وحاولتْ أنْ تختنق.
لقدْ حضر قزمانُ معركة أُحدٍ يقاتلُ فيها مع المسلمين فقاتلُ قتالاً شديداً. قال الناسُ: هنيئاً له الجنةُ. فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنهُ منْ أهلِ النارِ)) !! فاشتدتْ به جراحُه فلم يصبرْ، فَقَتَلَ نفسه بالسيفِ فمات، {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} .
وهذا معنى قولِهِ سبحانه وتعالى:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً} .
إنَّ المسلم لا يقدمُ على مثلِ هذهِ الأمورِ، مهما بلغتْ الحالُ. إنَّ ركعتين بوضوءٍ وخشوعٍ وخضوعٍ كفيلتان أنْ تُنهيا كلَّ هذا الغمِّ والكدرِ والهمِّ والإحباطِ، {وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} .