للفوائد، والأريحية التي تعتريني عند الظفر ببعض الحاجة، والذي يغشى قلبي من سرور الاستبانة، وعزُّ التبين أشدُّ إيقاظاً من نهيقِ الحميرِ، وهدَّةِ الهَدْمِ.
وقال ابنُ الجهم: إذا استحسنتُ الكتاب واستجدتُه، ورجوتُ منه الفائدة، ورأيتُ ذلك فيه، فلو تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظرُ كم بقي من ورقة مخافة استنفاده، وانقطاع المادة من قلبه، وإن كان المصحفُ عظيم الحجمِ كثير الورقِ كثير العددِ فقد تمَّ عيشي وكمل سروري.
وذكر العتبي كتاباً لبعض القدماء فقال: لولا طولُه وكثرةُ ورقِهِ لنسختُه. فقال ابن الجهم: لكني ما رغَّبني فيه إلا الذي زهَّدك فيه، وما قرأتُ قطُّ كتاباً كبيراً فأخلاني من فائدة، وما أحصي كم قرأتُ من صغار الكتب فخرجتُ منها كما دخلتُ! .