كم مرةٍ ضاقتْ بنا السُّبُلُ، وتقطَّعتْ بنا الحبالُ، وأظلمتْ في وجوهِنا الآفاقُ، وإذا هو الفتحُ والنصرُ والخيرُ والبِشارةُ؟! {قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ} .
كمْ مرةٍ أظلمتْ أمامنا دنيانا، وضاقتْ علينا أنفسُنا والأرضُ بما رحُبتْ، فإذا هو الخيرُ العميمُ واليسرُ والتأييدُ؟! {وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} .
منْ علم أنَّ الله غالبٌ على أمرِه، كيف يخافُ أمر غيرِه؟! منْ علم أنَّ كلَّ شيءٍ دون اللهِ، فكيف يخوَّفونك بالذين منْ دونِه؟! منْ خاف الله كيف يخافُ منْ غيرِه، وهو يقولُ:{فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ} .
ذكر ابنُ كثيرٍ في تفسيرِه أثراً قدسيّاً:((وعزتي وجلالي ما اعتصم بي عبدٌ، فكادتْ له السماواتُ والأرضُ، إلا جعلتُ له منْ بينِها فرجاً ومخرجاً. وعزَّتي وجلالي ما اعتصم عبدي بغيري إلا أسخْتُ الأرض من تحتِ قدميْهِ)) .
قال الإمامُ ابنُ تيمية: بـ ((لا حول ولا قوة إلا بالله ِ)) تُحمل الأثقالُ، وتُكابدُ الأهوالُ، ويُنالُ شريفُ الأحوالِ.
فالزمْها أيُّ العبدُ! فإنها كنزٌ منْ كنوزِ الجنةِ. وهي منْ بنودِ السعادةِ، ومنْ مساراتِ الراحةِ، وانشراحِ الصدرِ.