في الغارِ، يقولُ لصاحبِه: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} . وفي طريقِ الهجرةِ، وهو مطاردٌ مشرَّدٌ يبشِّرُ سراقة بأنه يُسوَّرُ سواريْ كسرى!
بُشرى مِن الغيبِ ألقتْ في فمِ ... وحْياً وأفضت إلى الدنيا بأسرارِ
الغار
وفي بدر يثبُ في الدرعِ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقولُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} .
أنت الشجاعُ إذا لقِيت كتيبةً ... أدَّبْت في هوْلِ الردى أبطالها
وفي أُحدٍ - بعد القتلِ والجراحِ - يقولُ للصحابةِ: ((صُفُّوا خلفي، لأُثني على ربي)) . إنها هِممٌ نبويَّةٌ تنطحُ الثريَّا، وعزْمٌ نبويٌ يهزُّ الجبال.
قيسُ بنُ عاصم المنْقرِيُّ منْ حلماءِ العربِ، كان مُحتبياً يكلِّم قومهُ بقصةٍ، فأتاه رجلٌ فقال: قُتِل ابنُك الآن، قَتَلَهُ ابنُ فلانة. فما حلَّ حَبْوَتَهُ، ولا أنهى قصّتهُ، حتى انتهى منْ كلامِه، ثم قال: غسِّلوا ابني وكفِّنوه، ثمَّ آذنِوني بالصلاةِ عليه! {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ} .
وعِكرِمةُ بنُ أبي جهلٍ يُعطى الماء في سكراتِ الموتِ، فيقولُ: أعطوه فلاناً. لحارثِ بنِ هشامِ، فيتناولونه واحداً بعد واحداً، حتى يموتُ الجميعُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute