إنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على مصادمةِ الحياةِ ومعاكسةِ القضاءِ، ومخاصمةِ المنهجِ ورفضِ الدليل، بل يُناديك من مكانٍ قريبٍ من أقطارِ نفسِك، ومن أطرافِ رُوحِك أن تطمئنَّ لحُسْنِ مصيرِك، وتثق بمعطياتِك وتستثمر مواهبك، وتنسى منغّصاتِ العيشِ، وغصص العمرِ وأتعاب المسيرةِ.
وأريدُ التنبيه على مسائل هامّة في أوله:
الأولى: أنَّ المقصد من الكتاب جلْبُ السعادةِ والهدوءِ والسكينة وانشراح ِ الصدرِ، وفتحُ بابِ الأملِ والتفاؤلِ والفرج والمستقبلِ الزاهرِ.
وهو تذكيرٌ برحمة اللهِ وغفرانِهِ، والتوكُّلِ عليه، وحسنِ الظنِّ بهِ، والإيمانِ بالقضاءِ والقدرِ، والعيشِ في حدودِ اليومِ، وتركِ القلقِ على المستقبل ِ، وتذكُّرِ نِعَمِ الله ِ.
الثالثة: جمعتُ فيه ما يدورُ في فلكِ الموضوعِ منْ التنزيلِ، ومن كلام المعصومِ - صلى الله عليه وسلم -، ومن الأمثلةِ الشاردة ِ، والقصصِ المعبرةِ، والأبياتِ المؤثّرةِ، وما قالهُ الحكماءُ والأطباءُ والأدباءُ، وفيه قبسٌ من التجاربِ الماثِلة والبراهينِ الساطعة، والكلمةِ الجادَّةِ وليس وعظاً مجرداً، ولا ترفاً فكريّاً، ولا طرحاً سياسياً؛ بل هو دعوةٌ مُلِحَّةٌ من أجلِ سعادتِك.