إنَّ الإنسان وحده لا يستطيعُ أنْ يصارع الأحداث، ولا يقاوم الملمَّاتِ، ولا ينازل الخطوبَ؛ لأنه خُلِقَ ضعيفاً عاجزاً، إلا حينما يتوكلُ على ربِّه ويثقُ بمولاه، ويفوِّضُ الأمرَ إليه، وإلا فما حيلةُ هذا العبدِ الفقيرِ الحقيرِ إذا احتوشتْهُ المصائب، وأحاطتْ به النكباتُ {وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} .
فيا من أرادَ أن ينصح نفسه: توكلْ على القويِّ الغنيِّ ذي القُوَّةِ المتين، لينقذك من الويلاتِ، ويخرجك من الكُرُباتِ، واجعلْ شعِارَك ودثارَكَ حسبنا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ، فإن قلَّ مالُك، وكثُرَ ديْنُك، وجفَّتْ موارِدك، وشحّتْ مصادِرُك، فنادِ: حسبُنا اللهِ ونِعْمَ الوكيلُ.
وإذا خفتَ من عدوٍّ، أو رُعبْتَ من ظالِمٍ، أو فزعت من خَطْبٍ فاهتفْ: حسبنا اللهُ ونِعْمَ الوكيل.