ووجدتُ في الكتابِ أيضاً أن هؤلاءِ العباقرةِ الذين قدَّموا للبشرية نفعاً ونتاجاً ولم يعملُوا للآخرة - وأخصُّ منهم غيْر المؤمنين باللهِ ولقائِه - وجدتُهم أسعدوا الناس أكثر من أنفسِهم، وأفرحوا أرواح الآخرين أكثر من أرواحهِم، فإذا بعضُهم ينتحرُ، وبعضهم يثورُ من واقعِه ويغضبُ من حياتِهِ، وآخرون منهم يعيشون بؤساً وضنْكاً.
وسألتُ نفسي: ما هي الفائدةُ إذا سعد بي قومٌ وشقيت أنا، وانتفع بي ملأٌ وحُرمِت أنا؟!
ووجدتُ أنَّ الله أعطى كلَّ أحدٍ من هؤلاءِ البارزين ما أراد، تحقيقاً لوعدِه، فجمْعٌ منهم حصل على جائزةِ نوبل، لأنه أرادها وسعى لها، ومنهم من تبوَّأ الصدارة في الشهرةِ، لأنه بحث عنها وشغف بها، ومنهم من وَجَدَ المال، لأنه هام به وأجبَّه، ومنهم عبادُ اللهِ الصالحون، حصلُوا على ثوابِ الدنيا وحسنِ ثوابِ الآخرةِ - إنْ شاء اللهُ -، يبتغون فضلاً من اللهِ ورِضْواناً.
إنَّ من المعادلات الصحيحة المقبولة: أن المغمور السعيد الواثق من منهجِه وطريقِه، أنعمُ حظّاً من اللامعِ الشهيرِ الشقيِّ بمبادئِه وفكرِهِ.
إنَّ راعي الإبلِ المسلمِ في جزيرةِ العربِ أسعدُ حالاً بإسلامِه من «تولوستوي» الكاتب الروائي الشهيرِ، لأن الأول قضى حياته مطمئناً راضياً