النكراتِ في عطائهِ وفهمهِ وأثرهِ، بينما آخرون عندهم علمٌ محدودٌ، وقدْ جعلوا منه نهراً دافقاً بالنفعِ والإصلاحِ والعمارِ.
إن كنت تريدُ السعادةُ فارضَ بصورتِك التي ركبَّك اللهُ فيها، وارض بوضعكِ الأسري، وصوتِك، ومستوى فهمِك، ودخلِك، بل إنَّ بعض المربّين الزهادِ يذهبون إلى أبعدِ من ذلك فيقولون لك: ارض بأقلَّ ممَّا أنت فيهِ ودون ما أنت عليهِ.
هاك قائمةً رائعةً مليئةً باللامعين الذين بخسوا حظوظهُمُ الدنيوية:
عطاءُ بنُ رباح عالمُ الدنيا في عهدهِ، مولى أسودُ أفطسُ أشَلُّ مفلفلُ الشعرِ.
بل الأنبياء الكرامُ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهم، كلٌّ منهم رعى الغنَمَ، وكان داودُ حَدَّاداً، وزكريا نجاراً، وإدريس خياطاً، وهم صفوةُ الناسِ وخَيْرُ البشرِ.
إذاً فقيمتُك مواهبُك، وعملُك الصالحُ، ونفعُك، وخلقك، فلا تأس على ما فات من جمالٍ أو مالٍ أو عيالٍ، وارض بقسمِة اللهِ {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} .