للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسرعاً، لا يلوي على شيء، وأخذ يدخل من بينِ الناس حتى وَصَلَ إلى الرجلِ، ثم داسه بخفَّيْه حتى قتله أمام مشهدٍ ومرأى من الناسِ.

{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} .

وإنني أعرضُ لك هذه القصص لتزداد إيماناً ووثوقاً بموعودِ ربِّك فتدعوه وتناجيه، وتعلم أن اللطف لطفُه سبحانه، وأنه قد أمرك في محكم التنزيل فقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} . {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ..

لقد استدعى الحجَّاجُ الحسن البصريَّ ليبطش به، وذهب الحسنُ وما في ذهنه إلا عنايةُ اللهِ ولطفُ الله، والوثوقُ بوعِد اللهِ، فأخذ يدعو ربَّه، ويهتفُ بأسمائِه الحسنى، وصفاتِه العلى، فيحوِّل اللهُ قلب الحجاجِ، ويقذفُ في قلبه الرعب، فما وصل الحسَنُ إلا وقد تهيأ الحجاجُ لاستقبالِه، وقام إلى البابِ، واستقبل الحَسَنَ، وأجلسَه معه على السريرِ، وأخذ يُطيِّب لحيته، ويترفَّقُ به، ويُلينُ له في الخطابِ!! فما هو إلا تسخيرُ ربِّ العزةِ والجلالِ.

إنَّ لطف اللهِ يسري في العالمِ، في عالم الإنسانِ، في عالمِ الحيوانِ، في البرِّ والبحْرِ، في الليلِ والنهارِ، في المتحركِ والساكنِ، {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً} .

صحَّ: أنَّ سليمان عليه السلام قد أُوتي منطق الطيرِ، خَرَجَ يستسقي بالناسِ، وفي طريقِه من بيتِه إلى المصلَّ رأى نملةً قد رفعتْ رجليها تدعو

<<  <   >  >>