إنهم يصطحبون «لو» دائماً، ويحبون «ليت» ويعشقون «لعلَّ» فحياتُهم مبنيةٌ على التسويقِ، وعلى الإقدامِ والإحجامِ، وعلى التذبذبِ، {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء} .
مرةً معنا ومرةً معهم، مرةً هنا ومرةً هناك.
كما في الحديثِ:((كالشاة العائرةِ بين القطيعين من الغنمِ)) وهو يقولون في أوقاتِ الأزماتِ: {لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ} . وهم كاذبون على اللهِ، كاذبون على أنفسهم، فهم يسرون وقت الأزمةِ، ويأتون وقت الرخاءِ وأحدُهم يقول:{ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي} . إنه لم يتخذ إلا قرار الإخفاقِ والإحباطِ. ويقولون في الأحزابِ:{إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ} . ولكنَّه التخلصُ من الواجبِ، والتملُّصُ من الحقِّ المبينِ.