فإنكَ شمسٌ والملوكُ كواكبٌ ... إذا طلعتْ لم يبْدُ منهنَّ كَوكبُ
وكثيرٌ أولئك الذين أَثْرَوا الحياةَ، لأنهم تألمَّوا.
إذنْ فلا تجزعْ من الألم ولا تَخَفَ من المعاناةِ، فربما كانتْ قوةً لك ومتاعاً إلى حين، فإنكَ إنْ تعشْ مشبوبَ الفؤادِ محروقَ الجَوَى ملذوعَ النفسِ؛ أرقُّ وأصفى من أن تعيشَ باردَ المشاعرِ فاترَ الهِمَّةِ خامدَ النَّفْسِ، {وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}
ذكرتُ بهذا شاعراً عاش المعاناةَ والأسى وألمَ الفراقِ وهو يلفظُ أنفاسَه الأخيرةَ في قصيدةٍ بديعةِ الحُسْنِ، ذائعةِ الشُّهرةِ بعيدةٍ عن التكلُّف والتزويق: إنه مالك بن الرّيب، يَرثي نفسه:
أَلَمْ تَرَني بِعْتُ الضَّلاَلةَ بالهُدَى ... وأصبحتُ في جيش ابنِ عفَّانَ غازيَا