للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تشتمل على خَلْق كثير لا يلزمه أمرهم، ولا سيما في مثل هذه الحال وهذا الوقت. قال: فوقَّع إليه: أنفِذْها إلينا. فأنفذها فكانت مشتملة على ثلاثة آلاف وستمئة إنسان. فرأيتُ محمدًا قد زاد فيها بخطه، ثم وقَّع عليها: لستُ أقطعُ عن أحدٍ ما عوَّدتُه، ولا سيَّما مَن قال: أطعِمْني الخبزَ. فأجْرِ الأمرَ على ما في الجريدة، واصبر على هذه المؤونة، فإمَّا عِشنا جميعًا، أو مِتنَا معًا.

قال: وقال أبو العباس: زهيرٌ أشعر شعراء الجاهلية، والحُطَيئة بعده، وجرير أشعر شعراء الإسلام، وبعده المرَّار الأسدي، وجرير في صدر الإسلام كزهير في صدر الجاهلية.

وقال أبو العباس: أنشدنا أبو عبد الله بن الأعرابيِّ:

ومؤلَّق أَنضجتُ كَيَّةَ رَأْسِه ... فتركتُه ذِفرًا كريح الجورب

مُتَرَبِّبًا كلبًا فقام يعَضُّه ... يا لَلرِّجال لكلبه المتربِّب

كالثور يُضرب أن تَعاف نعاجُه ... وجب العيافُ، ضَربْتَ أو لم يضرِب

الذَّفر، يقال للطِّيب والنتن، ومنه مسك أذفر. والأوْلق الجنون؛ أي تركته لا يُلتفت إليه. وكنتُ في فعلي به وإكرامي إياه كالذي ربَّى كلْبًا، فلما كبر عضَّه، فعجب الناس من ذلك. ثم قال: "كالثور" أي وكان في وضعه الأمر في غير موضعه كالثور الذي يوضع ضربُه في غير موضعه؛ لأنه إذا وردَتِ البقرُ فعافتِ الماءَ ولم تَرِدْه، ضُرِب حتى يَرِد، فتتبعه البقر؛ والنعجة البقرة.

وقال أبو بكر محمد بن يحيى الصوليُّ: مات أحمد بن يحيى ثعلب يومَ السبت لعشْر خَلَوْن من جُمَادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومئتين؛ ودفن في مقابر باب الشام، وأوصى إلى عليِّ بن محمد الكوفيِّ مِن تلاميذه، وتقدَّم إليه في دفْع كتبه إلى أبي بكر أحمد بن إسحاق بن سعد القطربلي،

<<  <   >  >>