شاهدٌ أنَّ مَنْ يفوّض أو يُجْبرُ زارٍ على المقادير كاذبْ
وهو القائل -وأكثر الناس يروونه للأخطل-:
وإذا افْتَقَرْت إلى الذخائر لم تجدْ ... ذُخْرًا يكونُ كصالح الأعمالِ
وقال الخليل: تربَّع الجهلُ بين الحياء والكِبْر في العلم. وقال: نوازع العلم بدائع، وبدائع العلم مسارح العقل، ومَن استغنى بما عنده جَهِل، ومَن ضمَّ إلى علمه علمَ غيره كان من الموصوفين بنعت الرَّبَّانيِّين.
وقال الخليل: وجدت في بعض كتب العلماء: من أظهر حياء في التماس العلم، وقعد عنه؛ لَبِس الجهل، وتقنَّع قناع السَّفَه، ومن امتدت له أيامه في غُلَواء جهله حُشِر يوم القيامة أعمى. وقال: إني أدركتُ بعضَ ما أنا فيه من العلم باطِّراح الحِشْمة بيني وبين المعلمين، وبإلقائي الستر بيني وبين الذين كنت ألتمس ما عندهم. ومَن رَقَّ وجهُه عن طلب العلم؛ رقَّ علْمه. ووجدت الرقة في التماس العلم سفَها يدعو إلى سفاهٍ، وكلٌّ يدعو إلى ضلال.
قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا مَرْوان قال: حدثنا عيسى بن إسماعيل قال: سمعت العُتْبيَّ يقول: قال الخليل: زَلَّة العالِم مَضْروبٌ بها الطَّبْل.
وقال المبرّد: جلس رجل إلى الخليل بن أحمد فقال: أحسبني قد ضيَّقْتُ عليك. فقال له: لا تقل ذلك؛ فإن شِبرًا من الأرض لا يَضيق على المتحابَّين، والأرض برُحْبِها لا تَسَعُ متباغضيْن.
حدثنا أحمد قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا مروان قال: حدثنا العباس بن الفرج، عن الأصمعي قال: كادت الإباضيَّةُ تغلب على الخليل؛ حتى منَّ الله عليه بمجالسة أيوب.